• ٢٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

اللبّ (Pulp)

السيد عادل العلوي

اللبّ (Pulp)

اللبّ لغةً ومصطلحاً:

معنى اللبّ من جهة وضعه اللغوي، والمتكفل لبيانه معاجم اللغة، ثمّ ما معناه المصطلح عند العلماء وفي الكتاب الكريم والسنّة الشريفة ومنهاج الأئمّة (عليهم السلام).

اللبّ لغةً: من لبب وهو بمعنى الخالص من كلّ شيء، فلبّ الفاكهة ما كان بعد قشرها الذي ينتفع منه الإنسان، وأمّا القشور فلا ينتفع منه، أو يكون للحيوان، أو حطب النار، فلبّ الإنسان عقله الخالص الذي يخرجه من حدّ البهيميّة والحيوانيّة ويدخله في دائرة الإنسانية، والوصول إلى قمّة السعادة الأبديّة قاب قوسين من العليّ الأعلى، فيدخل في جنّة الأسماء الحسنى ونعيم الصفات الإلهيّة العليا، ولا يلقاها إلّا ذو حظٍّ عظيم، النبلاء الألباء الأمجاد، أدلّة الرشاد وساسة العباد، وأئمّة الهدى وقدوة أصحاب التُقنى.

ومصطلحاً: العقل الخالص من الشوائب، وسُمّي بذلك لكونه خالص ما في الإنسان من معانيه، كاللباب واللبّ من الشيء، وقيل: هو ما زُكّي من العقل، فكلّ لبّ عقل، وليس كلّ عقلٍ لُبّاً – كما إنّ كل لبيب عاقل ولا عكس – ولهذا علّق الله تعالى الأحكام التي لا يُدركها إلّا العقول الزكية بأولى الألباب، نحو قوله: (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ) (البقرة/ 269)، ونحو ذلك من الآيات، ولبّ فلان يلبُّ صار ذا لُبّ.

وقالت امرأة في ابنها: إضربه كي يلبّ، ويقود الجيش ذا اللّب، كما قالت صفيّة عمّة النبيّ بنت عبدالمطّلب عندما ضربت الزبير فقيل لها: لِمَ تضربيه.

ورجل البب: من قوم ألباء وملبوب: معروف باللب، وألبّ بالمكان: أقام وأصله في البعير، وهو أن يُلقى لبّته فيه، أي صدره.

فأولى الألباب أصحاب العقول الخالصة والزكية تدرك ما لا يدركه عامّة الناس بعقولهم الشائبة بالملاذ والشهوات وإتباع الهوى والنفس الأمّارة ومتابعة خطوات الشيطان من الجنّ والإنس.

 

المصدر: كتاب في رحاب أولى الألباب

ارسال التعليق

Top